أشاد الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، خلال اجتماعه، الجمعة، مع سامح شكري، وزير الخارجية، الذي يزور نيويورك حاليًا، بدور مصر الهام في التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة الليبية والمساهمة في عملية إعادة إعمار غزة رغم التباطوء في تحويل المساعدات من جانب الدول المانحة التي أعلنت عنها في مؤتمر القاهرة الذي عقد 12 أكتوبر الماضي.
كما تناول كي مون جهود مصر لاستضافة المعارضة السورية لتوحيد رؤاها ومواقفها، مثمنًا مساهمات مصر ودعمها في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
واستهل مون اللقاء بتقديم التهنئة لمصر على نجاح مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري الذي عقد في شرم الشخ مارس الماضي في ضوء النتائج الهامة التي حققها المؤتمر.
وذكر السفير بدر عبدالعاطي، المتحدث باسم وزارة الخارجية في تصريح له، السبت، أن الوزير شكري حرص خلال اللقاء على استعراض الجهود المبذولة لدعم ملف ترشح مصر لشغل المقعد غير الدائم المخصص لإقليم شمال أفريقيا في مجلس الأمن للفترة 2016- 2017، منوهًا بأن مصر سبق وحصلت على كل من التأييد العربي لعضويتها غير الدائمة للمجلس خلال اجتماع الدورة (139) لمجلس جامعة الدول العربية التي عقدت على المستوى الوزاري كما حصلت على الدعم الإفريقي خلال القمة الأخيرة للاتحاد الأفريقي في يناير الماضي.
وأكد شكري خلال اللقاء التزام مصر خلال فترة ولايتها كعضو غير دائم بتقديم مساهمة قوية وفعالة لعمل المجلس وحفظ السلم والأمن الدوليين بما في ذلك منع الصراعات ودعم الوساطة وحفظ وبناء السلام في أعقاب الصراعات.
كما أكد عزم مصر على العمل بشكل وثيق مع الأمين العام خلال فترة ولايتها في مجلس الأمن لتحقيق الأمن الجماعي ودعم الأهداف السامية الواردة في أهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مشددًا على أهمية مؤتمر القمة المقبل للأمم المتحدة لاعتماد جدول أعمال التنمية في مرحلة ما بعد عام 2015 والتأكيد على ضرورة اعتماد جدول أعمال التنمية لما بعد عام 2015 ليكون عادلاً وشاملاً ومستداما بحيث يركز بالدرجة الأولى على سبل التخفيف من حدة الفقر والمسؤوليات المشتركة.
وقال المتحدث أن شكري جدد التزام مصر المستمر لدعم كل الجهود الرامية إلى تحقيق فعال لكافة عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على الصعيدين الدولي والإقليمي مع الأخذ في الاعتبار الخطر المتنامي لظاهرة للإرهاب والآثار السلبية المترتبة على الاستقرار الدولي والإقليمي بما يهدد السلم والأمن الدوليين فضلاً عن تعزيز الجهود الرامية إلى تحقيق الاستقرار في القارة الافريقية والمشاركة بفعالية في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، مشددًا على الاهتمام المصري بتعزيز المشاركة الإقليمية الأفريقية في بناء السلام في القارة.
وذكر عبدالعاطي أن شكري تناول بشكل مفصل خلال اللقاء مع كي مون موقف مصر بشأن التطورات السياسية الجارية في كل من ليبيا واليمن وسوريا والعراق فضلاً عن الجهود التي تقوم بها مصر بالتعاون مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لمكافحة الإرهاب والتطرف، مؤكدًا دعم مصر لجهود المبعوث الأممي لدفع الحل السياسي في ليبيا وضرورة العمل بالتوازي على مكافحة الارهاب، واستمرار جهود مصر في العمل على توحيد مواقف ورؤي المعارضة السورية للدفع نحو حل سياسي يصون أرواح الشعب السوري الشقيق ويضمن عدم تقسيم سوريا ويحقق تطلعات الشعب السوري في بناء نظام ديمقراطي تعددي.
كما استعرض الوزير شكري موقف مصر ازاء التطورات في اليمن وأهمية تنفيذ بنود قرار مجلس الامن الأخير بشان اليمن، منوهًا بجهود مصر في رفع الحصار الإسرائيلي عن قطاع غزة والعمل على دفع الجهود الخاصة بإعادة إعمار قطاع غزة واستئناف مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين طبقا للمرجعيات الدولية وبما يفضي لإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 4 يونيو 1967 عاصمتها القدس الشرقية.