كان عاملا بالأجرة لدى عمها المقاول الكبير بمدينة الإسكندرية حين ترك أهله بإحدى قرى مركز دمنهور غاضبًا من أبيه.. حينما كانت تأتى لعمها حاملة بين يديها صينية الطعام.. جسدها الممشوق وأنوثتها التى برزت فى صدرها جعلها مطمعا لكثير من العمال، شعر بالغيرة عليها من نظرات عيونهم همس للمعلم الكبير بأن يمنع ابنة شقيقه من الحضور خوفًا من نظرات الجائعين.. بات محمد سعيدًا حين طلب منه أن يأتى له بالطعام من المنزل.. ولاحت له الفرصة أن يراها كل يوم.. كانت نظراتها إليه كل يوم تحرك فى قلبه أوتار الحب الذى بدأ ينمو فى داخله وعزم أن يصارحها بأن تكون لحنا جميلا لحياته! ذات يوم دعته للدخول لحين إعداد الطعام ورفضت رغبته فى أن ينصرف على أن يعود بعد قليل جذبت يده وفتحت باب حجرة الضيافة.. كوب من عصير الليمون أثار مشاعره وغرائزه حين قدمته له مالت للأمام قليلا فبرز صدرها الناهد يبحث عمن يبدى إعجابه بها، حين جلست أمامه وسألته عن حاله.. فأجابها بطلبه: "تتجوزينى".. صرخت لا.. اندهش كثيرا حين سمع صوتها.. كان يعرفه جيدا.. يرن فى أذنيه كنغمات حالمة.. هب من مقعده وأراد الخروج.. استعطفته ألا يفعل فهى لا تطيق البعد عنه.. رقص قلبه فرحا وحمل الطعام.. قبل أن يتناول العم طعامه.. صارحه برغبته فى الزواج من ابنة شقيقه التى يتولى رعايتها وزوجته بعد وفاة الأب.. لم يمانع العم وتحدد موعد الخطوبة والزفاف، تمتع الجميع بوجهها وجمالها حين خرجت من الكوافير كعروس أجمل ما تكون. دلف العروسان إلى شقة الزوجية الرهبة كانت تكسو قلبه حين ينظر لها.. ما أجمل وجهها كثيرا حين يقترب منها.. حين يبتعد عنها تبدو له كزهرة جميلة تبحث عمن يقطفها ويستمتع بها.. ألهبت مشاعره. مع إشراقة اليوم التالى حضر أهل الزوجة واستمرت محاولاتهم ساعات لطرق الباب لا إجابة... وتطوع الجيران بكسر الباب ليجدوا العروسين قد فارقا الحياة منذ ساعات نتيجة تسرب الغاز.