الدوري الإنجليزي قبل 10 جولات من النهاية (2-4): الطريق إلى أوروبا

ليفربول استفاد بالخروج من الدوري الأوروبي، أرسنال سيعيد الدائرة من جديد، مانشستر يونايتد لم يجد طريقه بعد، توتنهام قد يزاحم، وساوثهامبتون قاتل بشرف.

ربما أمتع ما في الدوري الإنجليزي، والشيء الذي يعطيه قيمته هذا الموسم، ليس الصراع على القمة، ولكن وجود 8 فرق تنافس على 5 مراكز تؤهلها إلى أوروبا في الموسم المقبل، اثنان لدوري الأبطال و3 للدوري الأوروبي.

في الشهور الأخيرة، منذ ديسمبر تحديداً، ارتفع نسق بعض الفرق بشدة، تحديداً أرسنال.. ليفربول.. توتنهام، ما جعل الصراع عنيفاً بحق في تلك المنطقة من الجدول، والسؤال الذي لن يحسم قبل آخر جولة هو من سيتأهل إلى دوري الأبطال؟ من سيلحق بالدوري الأوروبي؟ من سيخرج من الكعكة تماماً؟

أغلب الظن أن الخمس فرق بالأعلى، أرسنال، ليفربول، مانشستر، توتنهام، ساوثهامبتون، هم أصحاب الكراسي الأوروبية بغض النظر عن الترتيب، ومن وراءهم قد تحدث مفاجآت من قبل «ستوك سيتي» أو «سوانزي»، أو حتى «ويستهام» الذي قدم بداية موسم عظيمة وضعته في رباعي المقدمة لأسابيعٍ، ولكن أداءاته السيئة جداً مؤخراً وعدم فوزه إلا بمباراة واحدة في لقاءاته الـ11 الأخيرة- خسر 5 وتعادل 5- وضعته في المركز الـ10 بعيداً عن أي شيء.

ما توقعات سير الأمور إذا؟

أرسنال وليفربول هما- بالأرقام- أفضل فريقين بالدوري من ديسمبر الماضي، ومنذ تعادلهما سوياً في 21 ديسمبر 2014.. لعب الفريقان 12 مباراة، أرسنال فاز في 10 وخسر 2 – خارج ملعبه ضد فرق قوية فعلاً كساوثهامبتون وتوتنهام- بينما ليفربول كان وضعه أفضل.. فاز في 10 مباريات وتعادل في اثنتين فقط ودون أي خسارة.

عودة المصابين في فريق أرسين فينجر، بالإضافة إلى الاعتماد على لاعبين مثل فرانسيس كوكلين وديفيد أوسبينا وهيكتور بيلرين، رفع من مستوى أرسنال كثيراً. بينما في ليفربول فبريندن روجرز وجد أخيراً شكلا وهيكلا للفريق في طريقة لعب 3-5-2 جعله يعود من بعيد جداً ليصبح فرس رهان قويا على مقاعد أوروبا.

ليفربول كذلك سيستفيد كثيراً من خروجه الأوروبي أمام بيشكتاش كي يعود إلى دوري الأبطال، لأنه سيلعب في الدوري فقط، دون ضغط مباريات بعد شهر مكثف جداً في فبراير– لعب 8 مباريات متلاحقة في 3 بطولات خلال 30 يوما فقط!– بينما أرسنال وبعد نتيجته الكارثية على ملعبه أمام موناكو فإن خروجه المتوقع من دوري الأبطال سيجعله لا يرتبط ببطولات أخرى خلاف الدوري والكأس – في حالِ مر من مانشستر يونايتد في مباراتهما يوم الاثنين– هو أمر محبط جداً للجماهير في الخروج من جديد من دور الـ16 بالـ«شامبيونز»، ولكنه في نقطة واحدة تخص صراع أوروبا بالجدول سيجعل الفريق في وضعٍ جيد أمام خصوم سيلعبون كلهم في الدوري فقط دون بطولات أخرى.

لذلك، ومع معطيات ونتائج اللحظة الحالية، فإن أرسنال وليفربول سينهيان الدوري في المركزين الثالث والرابع، خصوصاً إذا وضعنا في الاعتبار سهولة مبارياتهما الـ10 المقبلة، حيث يتبقى لكل منهما مبارتان فقط ضد فرق المراكز الأولى ضد «تشيلسي ومانشستر يونايتد»، بالإضافة إلى لقائهما سوياً على ملعب الإمارات.

توتنهام، تبعاً لتوقع هذا الملف، سيأتي في المركز الخامس، الفريق يسير بشكل جيد جداً في الفترة الأخيرة، في مبارياته الـ12 الأخيرة فاز بـ8 وخسر 2 وتعادل 2، يتميز بانفجار في مستوى مهاجمه هاري كين، صانع ألعابه كريستيان إريكسن، مع مستويات مميزة من ناصر الشاذلي ونبيل أبوطالب، ودكة بدلاء قوية في وجود سولدادو وموسى ديمبلي وإريك لاميلا.

والأهم ربما، وما يضع توتنهام في هذا التوقع فوق مانشستر يونايتد، هو انتهاؤه من بعض المباريات الصعبة مثل أرسنال وتشيلسي – وفاز على الإثنين!- وليفربول– خسر في الدقائق الخمس الأخيرة– ويتبقى له فقط من فرق المقدمة – ضمن 11 مباراة– فريقا مدينة مانشستر وساوثهامبتون.

مانشستر يونايتد في المقابل يعاني كثيراً، رقمياً.. ففي مبارياته الـ12 الأخيرة منذ منتصف ديسمبر.. فاز في 6 فقط، تعادل في 4، وخسر 2. ولكن الأسوأ ليس حتى تلك الأرقام.. ولكن عدم ثبات أدائه حتى الآن رغم مرور أكثر من ثلثي الموسم، لويس فان جال لايزال يجرب، والجماهير غير راضية، ولم يصل لشكلٍ ثابت لا على مستوى التكتيك ولا اللاعبين، مع عدم استفادة من أنخيل دي ماريا وراماديل فالكاو، تغيير مركز واين روني باستمرار، وحتى خوان ماتا صار احتياطياً.

أما الأسوأ على الإطلاق لليونايتد هو أن كل ذلك قد حدث دون مقابلة فرق البطولة الأقوى في الدور الثاني حى الآن، وسيكون عليه خلال الشهرين المقبلين أن يلعب 5 مباريات من العشر ضد فرق المقدمة والمنافسين، فيلعب مع: توتنهام ثم ليفربول، مانشستر سيتي ثم تشيلسي، وأخيراً أرسنال.

محبو مانشستر يونايتد سيراهنون على أن فريقهم قدم أداءات جيدة أمام الفرق القوية في الدور الأول، ولويس فان جال أظهر صلابة في المباريات الأصعب، ولكن هذا أمر لا يمكن التعويل عليه الآن بعد ارتفاع المنافسين المباشرين كثيراً، وكذلك احتداد المنافسة في هذا الوقت من الموسم.

«يونايتد» لديه القدرة– بمستوى اللاعبين وقدرات المدير الفني– على الخروج من تلك الفترة الصعبة، ولكن في حالِ سير الأمور بمعطيات اللحظة، فإنه قد ينهي الموسم سادساً.

أما «ساوثهامبتون» فقد نافس بشرف فعلاً، ولايزال بداخل اللعبة حتى الآن، ولكن على الأغلب لن يستطيع الذهاب أبعد من المركز السابع.
وبهذا، فإن توقعات مقدمة الجدول والمقاعد المؤهلة لأوروبا قبل 10 جولات من النهاية هي:
(1) تشيلسي
(2) مانشستر سيتي
(3) أرسنال
(4) ليفربول
(5) توتنهام
(6) مانشستر يونايتد
(7) ساوثهامبتون