عندما كتبت في هذا المكان السبت الماضي.. قائلاً: “نحن.. لا أمريكان.. ولا تحالفات”.. وصف البعض هذا بأنه أضغاث أحلام.. قالوا.. إذا كان العرب قد فشلوا في تحقيق وحدة مواقفهم السياسية.. وتكوين قوة عسكرية مشتركة.. في زمن أمجاد يا عرب أمجاد.. فهل هم قادرون على ذلك؟.. وهم في زمن الضعف والتشرذم السياسي.. هل هم قادرون على الحد الأدنى لمثل هذا الاتفاق في مواجهة الإرهاب؟.. وهم يعانون من الانهيار الداخلي والفوضى العارمة في عدد كبير من دولهم..
فالعرب اليوم في زمن انهيار قوتهم العسكرية.. ومحط مؤامرات القريب والبعيد.. ومخططات العدو وما يبدو أنه صديق.. إنه زمن الوهن والهوان العربي.. في مأزق تاريخي.. لم يتعرضوا له، حتى خلال فترات الاحتلال.. فالمؤامرات أصبحت من بعض أبناء الشعوب العربية على أنفسهم.. فهل نقول “نحن” بينما العرب فرادى كل يسعى لينجو بنفسه؟.. ولا يجد البعض منهم بداً من “الشعبطة” بدولة كبرى تساعده وتحميه.. ودون أن يدرك أنها قد تكون وبالاً عليه.. وزاد البعض في القول.. لا نتحدث عن قطر.. فهي لا تعدو سوى مسمى على الخريطة العربية.. ولكنها ذراع أمريكية لإشعال المنطقة وتقسيم دولها. ولن يحل ذلك عقدة حكامها.. فحينها ستكون أصغر دولة عربية “لا قدر الله”.. أربعة أضعاف مساحة قطر.
ومثل هذا الرأي مردود عليه بأن الذرائع التي تستندون إليها في استحالة تحالف عربي سياسي وعسكري هي نفس المبررات القوية التي تؤكد حاجتنا لذلك.. كل هذه الأسباب تؤكد أن العرب في أصعب لحظاتهم التاريخية.. وأن التحدي أمامهم.. تحدي وجود.. أكون.. أو لا أكون.. وأن المؤامرة عليهم هي الأكبر.. والتحالف الأمريكي الغربي الخفي لتنفيذ المخطط هو الأصل.. وليس تحالفهم المعلن بالحرب على الإرهاب.. التي يوزعون أدوارها بانتقائية.. فجماعة إرهابية مثل “داعش”.. مطلوب مواجهتها في سوريا والعراق.. لصالح الأهداف المرسومة.. وفي ذات الوقت “الطبطبة” عليها في ليبيا ومساعدتها في الخفاء.. والحديث في هذا يطول شرحه.. ولكن هذا الواقع التاريخي المأزوم هو ما يجب علينا المكاشفة به.. واستيعاب أبعاده.. وكان بالفعل اهتمام “أخبار اليوم”.. بضرورة توحد العرب في مواجهة الإرهاب.. وهو ما نشرناه أيضاً السبت الماضي لرأي الساسة والخبراء الاستراتيجيين والعسكريين.. وقبل أن يبت مجلس الأمن في قرار خلال الاجتماع الذي عقد لمناقشة الوضع في ليبيا.. وكما توقعنا.. اجتمعوا لينفضوا رافعين شعار الحل السياسي بين الأطراف.. دون اتخاذ أي قرار جاد لمواجهة “داعش” وغيرها من الجماعات الإرهابية على الأراضي الليبية.
<<<
لا يمكن أن ينتظر العرب غيرهم.. ليخوضوا حربهم.. ولايصح أن يبقوا مكتوفي الأيدي.. ليستمر انفراط عقد دولهم وشعوبهم.. الواحدة تلو الأخرى.. هكذا كان الحال مع العراق.. ثم تقسيم السودان “والذي مازال ينتظره الكثير”.. واليوم في ليبيا وسوريا واليمن.. مازال في العرب القوة لإنقاذ البقية من الدول العربية ووقف أنهيار ما سبق منها ـ حمى الله مصر وقوتها.. وليبارك الله في قوة جيوش دول الخليج وثرواتها.. ويقي دول الشمال الافريقي من شرور الإرهاب.. هذه الدول القوية المتماسكة الواعية بأبعاد المؤامرة ـ وتتمتع بعلاقات ممتازة.. وتنسيق سياسي عال.. وتفاهم وإدراك كبير للمخاطر التي تهددها.. قادرة على التعاون والتنسيق وتكوين القوة العسكرية القادرة على دحر الإرهاب.. ووأد المؤامرات.
<<<
ويوم الأحد الماضي.. أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه إلى الأمة.. نحن في حاجة إلى قوة عسكرية عربية موحدة.. بالطبع حديث الرئيس لم يكن عفو الخاطر.. بالتأكيد كان الأمر مرتباً له جيداً.. وجرت بشأنه مشاورات سابقة.. ولم يطلق الرجل دعوته.. واكتفى.. بدأ مباشرة في العمل على تحقيقها بالفعل.. ويسعى ليصبح الحلم واقعاً.. بعد 65 عاماً من توقيع معاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي.. اليوم الخطر يحيق بالجميع.. ولكن بمن يستطيع أن يلتئم شملهم في تعاون مشترك يكون طوق النجاة.. وليلتحق بالركب من يستطيع بعدها.. قامت مصر بجهود مضنية طوال الأسبوع الماضي.. لتحقيق الهدف.. بلقاءات مكثفة للرئيس والتي بدأت بأمين عام الجامعة العربية والإعداد للقمة العربية في بداية دورة ترأسها مصر.. وأن يكون الأمن القومي العربي وتعزيز العمل المشترك لمواجهة الإرهاب.. أولويات أجندة عمل القمة.. وكذا جولة سامح شكري وزير الخارجية إلى فرنسا وروسيا والصين ومباحثاته مع وزيري خارجية السعودية وتونس.. وفي القلب من هذا العمل الدبلوماسي والسياسي زيارة رئيس وزراء ليبيا والعاهل الأردني لمصر.. والزيارة المرتقبة للرئيس السيسي للسعودية.. غداً.
<<<
هذا التحرك المصري والعربي.. يأتي ضرورة لا مفر منها لإنقاذ المنطقة من شرور كثيرة تنتظرها.. خاصة مع استمرار التحرك المضاد.. بل المعادي للمنطقة.. خاصة الدول العربية الكبرى.. فخلال الأسبوع الماضي.. كانت أيضاً مباحثات باراك أوباما “الثعلب المراوغ”.. مع تميم بن حمد “أمير الإرهاب”.. وهذا الوصف يجسد الموقف المعادي لزيارة أمير قطر لأمريكا.. والنقد الحاد له من أعضاء الكونجرس ومراكز دراسات لضلوع قطر في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية.. ولم تستطع قطر التنصل من هذه الاتهامات سوى بكلمات “نحن ندعم المعتدلين فقط وبالتنسيق مع المخابرات الأمريكية”!.. وبالطبع هؤلاء المعتدلون هم من تصنفهم أمريكا وقطر حسب أهواء تنفيذ المخطط المطلوب للمنطقة.. مثلما كان الحال عندما اجتهد تميم في مقال له بنيويورك تايمز للثناء على جهود قطر في محاربة الإرهاب بالمنطقة والعلاقات المتميزة مع أمريكا.. فلم يجد سوى ردود فعل عنيفة تصف قطر بالعدو الذي يتحالف مع الإرهاب.. وتتهمه بالاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان وتقييد الحريات.
ليست أمريكا التي تجتهد كقوة دولية لإحباط أي تعاون عربي.. وليست قطر الدولة العربية الشاردة عن الصف.. ولكن في المنطقة من يحذو حذوهما بالعداء للعرب ويتحدثون بلغة حماة الإسلام.. من الفرس والعثمانيين في تركيا وإيران.. وقبل كل هؤلاء إسرائيل وسعيها الخبيث لاقتناص الفرصة لتكون دولة في قلب منطقتنا خارج إرادة سلام عادل نسعى إليه.
قوة عسكرية عربية موحدة لمواجهة الإرهاب.. تؤكد أن العرب سوف يظلون بالفعل أمجاداً رغم أنف المؤامرات والقائمين عليها.. سواء كانوا بعيدين عنا.. أو يعيشون بيننا.. يكفينا وحدة الأقوياء من العرب.. حتى لو كانت غطاء سياسياً ودبلوماسياً يواجه من يسعون لافتعال الأزمات السياسية عند أي محاولة للقصاص من الإرهابيين.
فالعرب اليوم في زمن انهيار قوتهم العسكرية.. ومحط مؤامرات القريب والبعيد.. ومخططات العدو وما يبدو أنه صديق.. إنه زمن الوهن والهوان العربي.. في مأزق تاريخي.. لم يتعرضوا له، حتى خلال فترات الاحتلال.. فالمؤامرات أصبحت من بعض أبناء الشعوب العربية على أنفسهم.. فهل نقول “نحن” بينما العرب فرادى كل يسعى لينجو بنفسه؟.. ولا يجد البعض منهم بداً من “الشعبطة” بدولة كبرى تساعده وتحميه.. ودون أن يدرك أنها قد تكون وبالاً عليه.. وزاد البعض في القول.. لا نتحدث عن قطر.. فهي لا تعدو سوى مسمى على الخريطة العربية.. ولكنها ذراع أمريكية لإشعال المنطقة وتقسيم دولها. ولن يحل ذلك عقدة حكامها.. فحينها ستكون أصغر دولة عربية “لا قدر الله”.. أربعة أضعاف مساحة قطر.
ومثل هذا الرأي مردود عليه بأن الذرائع التي تستندون إليها في استحالة تحالف عربي سياسي وعسكري هي نفس المبررات القوية التي تؤكد حاجتنا لذلك.. كل هذه الأسباب تؤكد أن العرب في أصعب لحظاتهم التاريخية.. وأن التحدي أمامهم.. تحدي وجود.. أكون.. أو لا أكون.. وأن المؤامرة عليهم هي الأكبر.. والتحالف الأمريكي الغربي الخفي لتنفيذ المخطط هو الأصل.. وليس تحالفهم المعلن بالحرب على الإرهاب.. التي يوزعون أدوارها بانتقائية.. فجماعة إرهابية مثل “داعش”.. مطلوب مواجهتها في سوريا والعراق.. لصالح الأهداف المرسومة.. وفي ذات الوقت “الطبطبة” عليها في ليبيا ومساعدتها في الخفاء.. والحديث في هذا يطول شرحه.. ولكن هذا الواقع التاريخي المأزوم هو ما يجب علينا المكاشفة به.. واستيعاب أبعاده.. وكان بالفعل اهتمام “أخبار اليوم”.. بضرورة توحد العرب في مواجهة الإرهاب.. وهو ما نشرناه أيضاً السبت الماضي لرأي الساسة والخبراء الاستراتيجيين والعسكريين.. وقبل أن يبت مجلس الأمن في قرار خلال الاجتماع الذي عقد لمناقشة الوضع في ليبيا.. وكما توقعنا.. اجتمعوا لينفضوا رافعين شعار الحل السياسي بين الأطراف.. دون اتخاذ أي قرار جاد لمواجهة “داعش” وغيرها من الجماعات الإرهابية على الأراضي الليبية.
<<<
لا يمكن أن ينتظر العرب غيرهم.. ليخوضوا حربهم.. ولايصح أن يبقوا مكتوفي الأيدي.. ليستمر انفراط عقد دولهم وشعوبهم.. الواحدة تلو الأخرى.. هكذا كان الحال مع العراق.. ثم تقسيم السودان “والذي مازال ينتظره الكثير”.. واليوم في ليبيا وسوريا واليمن.. مازال في العرب القوة لإنقاذ البقية من الدول العربية ووقف أنهيار ما سبق منها ـ حمى الله مصر وقوتها.. وليبارك الله في قوة جيوش دول الخليج وثرواتها.. ويقي دول الشمال الافريقي من شرور الإرهاب.. هذه الدول القوية المتماسكة الواعية بأبعاد المؤامرة ـ وتتمتع بعلاقات ممتازة.. وتنسيق سياسي عال.. وتفاهم وإدراك كبير للمخاطر التي تهددها.. قادرة على التعاون والتنسيق وتكوين القوة العسكرية القادرة على دحر الإرهاب.. ووأد المؤامرات.
<<<
ويوم الأحد الماضي.. أكد الرئيس عبدالفتاح السيسي في خطابه إلى الأمة.. نحن في حاجة إلى قوة عسكرية عربية موحدة.. بالطبع حديث الرئيس لم يكن عفو الخاطر.. بالتأكيد كان الأمر مرتباً له جيداً.. وجرت بشأنه مشاورات سابقة.. ولم يطلق الرجل دعوته.. واكتفى.. بدأ مباشرة في العمل على تحقيقها بالفعل.. ويسعى ليصبح الحلم واقعاً.. بعد 65 عاماً من توقيع معاهدة الدفاع العربي المشترك والتعاون الاقتصادي.. اليوم الخطر يحيق بالجميع.. ولكن بمن يستطيع أن يلتئم شملهم في تعاون مشترك يكون طوق النجاة.. وليلتحق بالركب من يستطيع بعدها.. قامت مصر بجهود مضنية طوال الأسبوع الماضي.. لتحقيق الهدف.. بلقاءات مكثفة للرئيس والتي بدأت بأمين عام الجامعة العربية والإعداد للقمة العربية في بداية دورة ترأسها مصر.. وأن يكون الأمن القومي العربي وتعزيز العمل المشترك لمواجهة الإرهاب.. أولويات أجندة عمل القمة.. وكذا جولة سامح شكري وزير الخارجية إلى فرنسا وروسيا والصين ومباحثاته مع وزيري خارجية السعودية وتونس.. وفي القلب من هذا العمل الدبلوماسي والسياسي زيارة رئيس وزراء ليبيا والعاهل الأردني لمصر.. والزيارة المرتقبة للرئيس السيسي للسعودية.. غداً.
<<<
هذا التحرك المصري والعربي.. يأتي ضرورة لا مفر منها لإنقاذ المنطقة من شرور كثيرة تنتظرها.. خاصة مع استمرار التحرك المضاد.. بل المعادي للمنطقة.. خاصة الدول العربية الكبرى.. فخلال الأسبوع الماضي.. كانت أيضاً مباحثات باراك أوباما “الثعلب المراوغ”.. مع تميم بن حمد “أمير الإرهاب”.. وهذا الوصف يجسد الموقف المعادي لزيارة أمير قطر لأمريكا.. والنقد الحاد له من أعضاء الكونجرس ومراكز دراسات لضلوع قطر في دعم وتمويل الجماعات الإرهابية.. ولم تستطع قطر التنصل من هذه الاتهامات سوى بكلمات “نحن ندعم المعتدلين فقط وبالتنسيق مع المخابرات الأمريكية”!.. وبالطبع هؤلاء المعتدلون هم من تصنفهم أمريكا وقطر حسب أهواء تنفيذ المخطط المطلوب للمنطقة.. مثلما كان الحال عندما اجتهد تميم في مقال له بنيويورك تايمز للثناء على جهود قطر في محاربة الإرهاب بالمنطقة والعلاقات المتميزة مع أمريكا.. فلم يجد سوى ردود فعل عنيفة تصف قطر بالعدو الذي يتحالف مع الإرهاب.. وتتهمه بالاستبداد وانتهاك حقوق الإنسان وتقييد الحريات.
ليست أمريكا التي تجتهد كقوة دولية لإحباط أي تعاون عربي.. وليست قطر الدولة العربية الشاردة عن الصف.. ولكن في المنطقة من يحذو حذوهما بالعداء للعرب ويتحدثون بلغة حماة الإسلام.. من الفرس والعثمانيين في تركيا وإيران.. وقبل كل هؤلاء إسرائيل وسعيها الخبيث لاقتناص الفرصة لتكون دولة في قلب منطقتنا خارج إرادة سلام عادل نسعى إليه.
قوة عسكرية عربية موحدة لمواجهة الإرهاب.. تؤكد أن العرب سوف يظلون بالفعل أمجاداً رغم أنف المؤامرات والقائمين عليها.. سواء كانوا بعيدين عنا.. أو يعيشون بيننا.. يكفينا وحدة الأقوياء من العرب.. حتى لو كانت غطاء سياسياً ودبلوماسياً يواجه من يسعون لافتعال الأزمات السياسية عند أي محاولة للقصاص من الإرهابيين.