س: هل الأرض تأكلُ جسد الميت كله أم يبقى منه شيء؟
أخرج الإمام أحمد عن أبي سعيد قوله عليه الصلاة والسلام: ( يأكل التراب كل شيء من الإنسان إلا عجبَ ذنبه. قيل: ومثل ما هو يا رسول الله؟ قال: مثل حبة خردل ، منه تَنْبُتون.)
عجب الذنب: هو عظم في أسفل الصلب، وهو رأس العصعص،وهو العظم الذي بين الإليتين الذي في أسفل الصلب، وهو أول ما يخلق منه الآدمي وهو الذي يُركَّب منه
حقائق علمية
أثبت المتخصصون في علم الأجنة أن جسد الجنين ينشأ من شريط دقيق للغاية، يسمى بالشريط الأولي، هذا الشريط يتخلق في اليوم الخامس عشر من تلقيح البويضة وانغرازها بجدار الرحم. ونتيجة لظهور هذا الشريط يبدأ تكون الجهاز العصبي، وبدايات العمود الفقري، وبقية أعضاء الجسم. أما عند غياب أو عدم تكون الشريط الأولي فإن هذه الأعضاء لا تتكون، وبالتالي لا يتحول القرص الجنيني البدائي إلى مرحلة تكون الأعضاء، بما فيها الجهاز العصبي.
وما أن ينتهي الشريط الأولي من تلك المهمة في الأسبوع الرابع، حتى يبدأ في الاندثار، ويبقى منه جزء يسير في نهاية العمود الفقري، وهو ما يعرف بالعصعص، ولا يكاد يرى بالعين المجردة. وقد حاول مجموعة من علماء الصين من خلال عدد من التجارب المختبرية إفناء هذا الجزء عن طريق إذابته في أقوى الأحماض، أو حرقه، أو سحقه، أو تعريضه للأشعة المختلفة، فلم يستطيعوا ذلك. هذا الجزء من الإنسان هو عجب الذنب الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في عدد من الأحاديث، أنه هو الذي يبقى بعد وفاته ، وفناء جسده، ومنه يعاد خلقه مرة أخرى إذا أراد الله بعث العباد للحساب والجزاء، حيث ينزل الله عز وجل مطراً من السماء ، فينبت كل فرد من عجْب ذنبه، كما تنبت النبتة من بذرتها.
و الله اعلم .
وجه الإعجاز
إن هذا الحديث النبوي أظهر هذه الحقيقة العلمية التي لم يتوصل إليها العلم الحديث إلا في السنوات الأخيرة، وهو ما يؤكد صدق نبوة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وتلقيه ذلك عن الخالق سبحانه وتعالى، الذي يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير، أظهرها الله عز وجل في هذا العصر، إعجازاً وتحدياً لكل جاحد ومكذب.