أتت ذكرى الوحدة المصرية السورية "22 فبراير" وقد تفرقت السبل بين مصر وسوريا التى صارت ممزقة يرتع فيها تنظيم داعش الإرهابى تزامنًا مع معارك ضارية بين نظام الحكم العلوى والمعارضين لحكم بشار الأسد الدموى. الحديث عن ذكرى عيد الوحدة يثير الشجن لأن المبتغى كان حماية الأمن القومى المصرى الذى يبدأ من سوريا وقد فعلها الرئيس جمال عبد الناصر ليشهد التاريخ فى 22 فبراير 1958 ميلاد تجربة غير مسبوقة هى الوحدة المصرية السورية التى استمرت لنحو ثلاث سنوات كان المسمى هو الجمهورية العربية المتحدة وكانت الحكومة اتحادية وكانت سوريا هى الإقليم الشمالى ومصر هى الإقليم الجنوبى وكان تربص القوى الكبرى بالوحدة سببًا فى الإجهاز عليها فى انقلاب قادة عبد الكريم النحلاوى ليشهد يوم 28 سبتمبر سنة 1961 نهاية حلم الوحدة بين مصر وسوريا وقد كانت نواة لاتحاد الوطن العربى الذى تعرض لمخطط آثم ترتب عليه التمزق والانقسام وزوال حلم الوطن العربى الكبير تحت لواء القومية العربية الذى فارق باغتيال الفكرة ورحيل الرئيس جمال عبد الناصر حزينًا جراء طعان كثيرة أجهزت على آماله وأحلامه سواء لمصر أو للوطن العربى. فى ذكرى عيد الوحدة المصرية السورية يُحسب للرئيس جمال عبد الناصر إيمانه بالفكرة وسعيه للتطبيق ولكن الأمواج كانت عاتية لينتهى الحلم الجميل نهاية مأساوية تركت أثرًا حزينًا لم يزل أثره وقد كان المخطط أن تظل الدول العربية فى شقاق وتنافر وقد تحقق لأعداء العرب ماأرادوا. سوريا فى عيد الوحدة فى وهن مقيم يحكمها نظام حكم بشارالأسد بالحديد والنار ومصر تواجه خطر الإرهاب بقوة وصلابة وقد ثار شعبها مرتين لأجل أن تفارق التمزق الإنقسام والعلاقات المصرية السورية مجمدة إثر قرار من الرئيس المعزول محمد مرسى بقطع العلاقات مع سوريا وفتح باب الجهاد ضد نظام الحكم فيها!. فى ذكرى عيد الوحدة مصر تواجه أقدارها بزخم الماضى المؤكد لصلابتها وقدرتها على الذود عن ترابها فى ظل مخطط بغيض يبتغى تقسيمها ورواج أثر الإرهاب فيها.