تشابهت كل اللحظات بكل ما بها من مفارقات شعورية ليجمع شتاتها فى النهاية ذلك الألم الدفين، وتلك الحسرة الصارخة.. فأخذت تنزلق العَبرات من أعين مثقلة لا تجد لها مستراح إلا برفقة طوفان الوجع، وانسياب الأنين من قلوب كسيرة اجتاحتها أعاصير الغدر الطاعن ...وتطايرت الأنفاس والآهات المحترقة هرباً من تآمر الظلم وإطباق الهم ...! ها هى أمتنا العربية وقد تشرذمت، وأخذ " مسلسل التآمر" يفت فى عضدها. صِرنا نحتاج مدداً إلهياً وبصيرة توقظ غفلتها. نتعثر وتكاد تسحقنا أقدام كفار العصر الحديث مِمَن حاك ضلالهم تلك الشعوب المتصَعلقة، التى أرادت الإطاحة بـ "عراقة" آلاف السنين وسفك دماء التسامح الذى توج جبين الإسلام الحنيف منذ أن عرفته الخليقة . أين أمتنا منك الأن يا ( محمد .. يا خير الأنام ) ؟ ندق على أعتاب شفاعتك فى الدنيا قبل الأخرة ونسألك دُعاءً يرفع كروباً غاصت بها أقدامنا... تهرول الأيام فوق أجسادنا وتسحق فى خطاها كرامتنا وقدرتنا على حماية حرمة الدماء المنهمرة... تُضرِم الأحقاد نيرانها الموقدة منذ قرون بشعوبنا العربية وتقذف "ديننا " الحنيف بألسنة اللهب الكافر وتعبث بوحدتنا الوطنية محاولة إحداث صدع ينزع الصليب المقدس من أحضان الهلال الوضاء . ينتهكون ويتمادون فى لطم إنسانيتنا باسم "الدين".. يتكالبون للنيل من سماحته ورقى تعاليمه. وأبداً لا يقبلون أن يكون "الدين لله والوطن للجميع"، فراحوا يتراقصون على جثة ديننا المُغتاب مستغلين خوارج العقيدة وعُباد المال وخدام الوحشية.. فهم مَن صنعوهم وسَخروا سوآتهم لمصالحهم ولن يسمحوا أبداً بصحوة تعيد المنطقة الى نصابها، ليستمروا فى تشييد صَرح الهمجية، وها هى تتعالى ناطحات السحاب اللانسانية فى العراق وسوريا وليبيا ولا يعلم إلا الله إلى أين سيمتد هذا الزحف الهمجى ؟!. أين أنت يا "محمد" ؟ ومن أين لنا بك يا "عيسى"؟... يا حاملى الرسالات من رب العباد، أَهبوا لنصرتنا ورتلوا الدعوات فى ظهر الغيب لينقشع عنا ذلك الغيم الملبد بجحيم ينذر برحيلنا نحن العرب، فنحن نغط فى نوم عميق منذ أن قرروا هم سحقنا وامتطاء ظهورنا... يريدون طمسنا ومحونا بل وتعليق خطايا لا نقترفها بدفاتر تاريخنا... يغتالون حتى الذكرى بخناجرهم التى تستبيح الأرواح الطاهرة ونيرانهم التى تأكل الأجساد المغتسلة بأتربة الشهادة ... يقذفون أجساد شهدائنا بجوف البحار فلا تنال حتى شرف المواراة... يدهسونها لتختلط برمالهم المحرمة.. يحرقونها ليتطاير رمادها بهوائهم السام . يصيح الموج من رائحة الموت مختنقاً، وتتأوه الأرض من ذبذبات أرواح تخور بالرمال مودعة ربها فى أبشع رحيل يمكن تصوره....! . ولكن سيأتى يوم مهيب تشهد على هؤلاء القتلة أيديهم وأرجلهم وتشى أعضائهم بكل ما اقترفوه من همجية وكل ما سعوا إليه من خراب . وها هم يحيون ذكرى مجازر جنرالاتهم السفاحين أمثال "شارون" ومن شابهه، وكأنى أرى مذبحة (صبرا وشتيلا) تستيقظ من ضريح التاريخ لتوثق نفس الهمجية والكراهية للعرب.. تكشف ستر ذات الأصابع الإبليسية التى عَثت فى الأرض فساداً، فهم أسوأ أمة أُخرِجت للأرض كما ذكر القرآن الكريم .. يسيرون على الدرب بإتقان واضعين بروتوكولات حكمائهم الصهاينة نصب أعينهم ..، وقد بشر الله عز وجل فى كتابه العزيز بنهايتهم التى لن يتبعها نجاة أخرى، ولكن علينا قراءة ما يُحاك لنا جيداً لنجتمع على هزيمة عدونا المتعملق شكلاً والمتقزم موضوعاً . أفيقوا يا عرب قبل أن يدركنا النسيان، ولنتحد لاطمين الأعداء أو على الأقل لا نمنحهم متعة إيلامنا وإيذاء مشاعر عروبتنا، ولنشهق فى وجوهم شهقة صلاح الدين الأيوبى فنعيد أمجاداً مضت وهاجرت، فنحن بحاجة للكثير كى يمكننا استدعاؤها وردها إلى أحضاننا الخاوية من دفء الوحدة ولم الشمل.. !