بشكل مفاجئ تحول الإعلامى جابر القرموطى، مقدم برنامج «مانشيت» على قناة أون تى فى، إلى مادة للسخرية على مواقع التواصل الاجتماعى، وذلك رغم الشعبية الكبيرة التى يحظى بها برنامجه، وذلك للمحتوى الذى يقدمه طوال الأسبوع من أهم القضايا على الساحة المصرية، وتناوله مختلف الزوايا من خلال طرحه لموضوعات الصحف. ويبدو أن القرموطى، قد نسى أنه إعلامى، ومذيع لبرنامج يستعرض أخبار الصحافة، وليس برنامجا هزليا هدفه هو إضحاك الجمهور، بحجة توصيل الرسالة بشكل عملى، كما فعل فى العديد من حلقاته، ولا أحد يعلم هل كان القرموطى يملك رغبات تمثيلية دفينة، وأتاح له البرنامج إظهارها أم أنه يبحث عن نسب المشاهدة العالية، ولكن يبدو أن الإعلامى نسى أن العمل المهنى هو أساس ارتفاع المشاهدة وليس أن يتحول المذيع إلى مضحكاتى. يمكن تقبل ما يفعله القرموطى حينما يقف دقيقة حداد على شهداء الوطن، أو ارتداء ملابس الأهلى حينما يفوز بالبطولة الكونفيدرالية، ولكنه وبالتأكيد، لا يقبل العقل البشرى، والمنطق أن يلطخ جابر رأسه بالتراب، كنوع من الوصف لحال المواطن المصرى وقت العاصفة الترابية. وإذا تقبل المشاهد ذلك، كنوع من الاحتفال أو التفاعل، إلا أنه ليس مجبرا على أن يشاهد مقدم «مانشيت» وهو يصف معاناته أثناء دخوله حمام القطار بشكل تفصيلى، ليصبح المشاهد معه فى الصورة. تفوق جابر على نفسه، حينما كان يؤمن بجدية ما يقدمه وأهميته، وتلقيه الإشادات من متابعيه من الجمهور البسيط، ومن نخبة الإعلام والفن والسياسة، ولكن يبدو أن تلك الإشادة جعلت القرموطى يضع «التاتش بتاعه».