تاريخ العباءة ( العباية ) النسائية في التاريخ الإسلامي والعربي
لطالما شكلت العباية رمزًا لأناقة الكثير من السيدات المسلمات والعربيات على وجه الخصوص معبّرة عن هويتهن العربية الأصيلة، وهذا ما دفع الكثيرين من المصممين إلى تطوير تصميم العبايات والاستعانة بأجود أنواع الأقمشة لجعلها أكثر أناقة وتتناسب مع ذوق المرأة العربية الراقي .
وعلى الرغم من أن العباءات من أبرز القطع التي لا يستغني عنها الكثير من السيدات والرجال في خزانتهم إلا أن البعض يجهل تاريخ هذه القطعة ومراحل تطورها مع تغيير الموضة والعصور.
لذا سنسلط الضوء في هذا المقال على بعض أهم المراحل التي توضح تاريخ العباءة النسائية وكيفية تطورها مع الزمن وأنواع القماش المستخدمة في صناعتها وتفاصيل وحيثيات أكثر .
تاريخ العباءة النسائية
لم تكن العباءات النسائية من القطع المدرجة في قوائم الموضة النسائية كما هي اليوم، ولكنها كانت عبارة عن زياً تقليدياً يتكون من فستان طويل ذو أكمام متنوعة التصميم، وكان أكثر من يرتدون هذه القطعة هم السيدات العربيات في البادية والأرياف والحواضر في بلاد الشام والعراق ومصر ودول الخليج العربي كجزء أصيل من العقيدة والعادات والتقاليد في تلك البلدان، وكان يطلق على هذا الزي اسم البرقع و النقاب والعباة .
هذه القطعة الرائعة ومع أهميتها وأنتشارها لم تحظ بنصيب وافر من التدوين والأرشفة التاريخية ولم يتم تحديد تاريخ واضح لاكتشافها إلا أن بعض الباحثين يروا أن العباءات النسائية السوداء وجدت في خزانة المرأة العربية والحضارات المحيطة قبل 4 آلاف عام، وجاء هذا الرأي من زي المرأة في بلاد ما بين النهرين حيث وجدت رسومات تدل على إرتداء المرأة في تلك الحقب أزياء بتصاميم طويلة وواسعة تتشابه في تصميمها مع العبايه ولكن لم يكن قد تم تسميتها في ذلك الحين.
وأكد بعض الباحثين أن من كانت ترتدي العباءة والحجاب في تلك الفترة يدل على أنها تعيش حياة مرفهة كونها كانت زيًا لمن لا تعمل أو من إحدى الأسر الثرية في البلاد، ومن هذا الأمر كان يتم التفريق بين فتيات العائلات الثرية وبين الفتيات الفقيرة من الطبقات الشعبية بارتداء العباءة أم لا.
وكعادة الموروث لم تخلو عبائته من القصص والأساطير والنوادر والنقل عن الألسنة، وقد أتحفنا الموروث بقصة أو نادرة بديعة عن موضوع العباية محل مقالتنا لم يتسنى لنا التأكد من حقيقتها و واقعيتها , وسنسردها كما هي:
وهي حكاية المليحة والخمار الأسود
وتعود أحداث الحكاية إلى حقبة الحكم الأموي وتم الاختلاف حول مكان الواقعة فهل هي في الحجاز أو في العراق.
تقول الرواية أنّ تاجرا حجازياً قدم إلى الكوفة في العراق وتقول الرواية الأخرى أن تاجراً عراقياً قدم إلى المدينة المنورة في الحجاز لغرض بيع الخُمر النسائية، فبيعت العبايات الملونة والمطرزة والمزركشة ما عدا العبايات ذات اللون الأسود منها، فلم تتوافق مع ذائقة النساء لارتباط اللون الأسود بالمناسبات الحزينة بالإضافة إلى أسلوب تلك الحقبة في الأزياء، ولم يستطع التاجر مغادرة السوق والعودة إلى بلده قبل بيع بضاعته.
فذهب ذات يوم إلى المسجد مهموماً مغموماً، فرآه رجلاً معتكفاً في زاوية المسجد وكان ذلك الرجل هو الشاعر ربيعة بن عامر التميمي والملقب بـ مسكين الدارمي وكان قد اعتزل الشعر الغزلي ومجالس الغناء واللهو واختلى في زاوية أحد المساجد، قيل في المسجد النبوي وقيل أحد مساجد الكوفة، راجياً رحمة ربه ومغفرته.
وسأل التاجر عن سبب حزنه وحيرته فقصّ عليه التاجر مشكلته وعجزه في إنقاذ بضاعته من الكساد، فـ رقّ له مسكين الدارمي حين أكد له أنه سيخسر تجارته وسيتكبد ديوناً يستحيل سداداها إذا لم يتمكن من بيع الخُمر السود.
لتثور قريحة الدارمي منشداً أبياتاً فريدة جاد بها خياله الخصب عن حسناء مخمرة سلبت لُب ناسك:
قل للمليحة بالخمار الأسود
ماذا فعلت بناسك متعبد
قد كان شمر للصلاة ثيابه
حتى وقفت له بباب المسجد
ردي عليه صلاته وصيامه
لا تقتليه بحق دين محمد
لتنتشر هذه الأبيات كالنار في الهشيم، وأن مسكين الدارمي قد عاد لغيّه القديم وهام في عشق مخمرةً بالسواد، لتغير النساء نظرتهن للعباية السوداء كزي جذّاب وسالب للألباب، مما تسبّب بتوافد النساء للسوق لتبضعها ليقوم التاجر ببيع كامل بضاعته.
ولتكون هذه الحادثة عملية دعاية وتسويق بالمحتوى الأول من نوعها في التاريخ الإسلامي قبل 1300 عام.
مكانة العباءة في الدين الإسلامي
بمجرد أن انتشرت تعاليم الدين الإسلامي في العالم العربي احتلت العباءة مكانة مهمة وأصبحت واحدة من القطع التي تعبر عن التقاليد الدينية، وبالاعتماد على هذا الاعتقاد كانت العباية أو العباة ذات دلائل عميقة كما أنها حصن منيع يصد العيون الفضولية والنفوس والآثمة.
ومع الدخول في زمن التسعينيات أصبحت العباءة السوداء التقليدية واحدة من القطع الهامة والأساسية التي تعتمد عليها الكثير من السيدات في الوطن العربي وتم إضافة الكثير من التفاصيل المميزة إلى تصميماتها، وتم تطوير الأساليب والقصات الخاصة بها لتتناسب مع تطور الذائقة .
ما هي أفضل العباءات التقليدية الشائعة بالمملكة؟
بعد أن وضحنا جوانب من تاريخ العباءة (العباية) النسائية في التاريخ الإسلامي والعربي في الفقرات السابقة، نوضح لكم فيما يلي أنواع العباءات النسائية في المملكة كونها المحتفظة بهذا الإرث وتطوراتها :
· تعتبر عباءة نساء قبيلة بني سعد وهي من القبائل الأشهر في الطائف والحجاز وفي المناطق المطلة على الجبال، والتي كان يتم صناعتها بالاعتماد على تطريز فاخر بالجوانب والأكمام مع توفير غطاء للرأس مزين وبجانب ذلك تحتوي على حزاماً وسروالًا مزينًا.
· وعباءة نساء قبيلة بني مالك من العباءات السوداء المميزة في المملكة لأنها تميزت ب تصميمها المستقيم وطغى اللون الأصفر في تصميمها وتطريزها.
وتحتوي هذه العباءات على قطع متلألئة من الزجاج مع وجود أكمام القصيرة.
· وعباءة منطقة نجد والمنطقة الوسطى ذات الطابع الصحراوي الواسع هي الأشهر في المملكة.
يتم صناعة هذا النوع من العبايات من قماش التول ويضاف إليه قماش الحرير المتلألئ والملون.
· من أفضل العبايات التي كانت تعتمد في المملكة قديمًا هي عباية القصيم والمنطقة الشمالية وتميزت بتصميمها من الصوف السميك مع إضافة القليل من خيوط الذهب عند تطريزها وكان هذا النوع ترتديه العروس في ليلة زفافها.
ما هي أشهر أسماء وأنواع العباءات النسائية؟
وضحنا نقاط هامة متعلقة بتاريخ العباءة (العباية) النسائية في التاريخ الإسلامي والعربي وأنواع العباءات وسنتعرف فيما يلي على أسماء العباءات النسائية الأشهر:
يعد كلًا من عباية الرأس والتي تلبس من أعلى الرأس إلى أخمص القدمين في دلالة واضحة على التدين والالتزام وتكون سوداء اللون وسادة بدون زينة وتمتاز بمقاس الفري سايز ، وعبايات البشت، وعباية الجاكيت، وعبايه اللف، من أشهر أسماء وأنواع العباءات في السعودية خصوصاً ودول الخليج بشكل عام .
وأيضاً هناك عبايات الكلوش وعبايات المناسبات والعبايات الفرنسي وعبايات القطن المدرسية بالإضافة إلى عباءات الحوامل والعرائس.
كما هناك تصنيفات أخرى للعبايه، منها العباية الصيفية والعبايه الشتوية وعباية السفر وعباية البر والكشتات وعباية السوق .
هل يختلف نوع القماش في تصميم العباءات؟
عند شراء العباءات الجديدة من أي متجر سعودي أو خليجي يلفت نظرك حجم التفاصيل الدقيقة التي تحيط بالعباية وذلك بسبب الثقافة العالية للمرأة السعودية والخليجية اتجاهها واهتمامهم بإقتناء الأجود من حيث تصميم العباية أو نوع القماش أو التطريز والحبك والشك وسنذكر بعض أنواع القماش المستخدم والمرغوب :
· قماش الكريب
· قماش الدانتيل
· قماش الحرير
· قماش الكتان
· قماش الشيفون
· قماش الترتر
· قماش شامبراي
· قماش شانتون
وسنذكر في نهاية المقالة أهم العلامات التجارية وأكثرها موثوقية براند ندى للعبايات :
حيث يمتاز براند ندى للعبايات بـ جودة المنتج وحصرية التصميم والمصداقية في خدمات ما بعد البيع من حيث الضمان والذي تبلغ مدته 24 شهر وسياسة الاستبدال والاسترجاع والشحن والتوصيل التي تبدأ من 24 ساعة وخدمة العملاء المتاحة على مدار الساعة.
و يوفر متجر ندى للعبايات للسوق السعودي إضافة متميزة حيث أنه براند سعودي 100% تصميماً على يد المصممة السعودية المعروفة / ندى بنت سعود وبتصنيع سعودي وإدارة كفاءات سعودية.
وتقدم العلامة التجارية ندى للعبايات تشكيلات واسعة ومتجددة من تصاميم عصرية تتماهى مع ذوق المرأة السعودية والخليجية الراقي مع حفاظها على الهوية والامتداد الثقافي والشروط الشرعية وعبق الموروث في انسجام تشعر به السيدة بتمام الرضى عند الاختيار، والراحة بعد الاقتناء.
وحفاظاً على حقوق عملائها في الضمان والاستبدال والاسترجاع تقتصر مبيعات براند ندى للعبايات على موقعها الإلكترونيwww.nada-abaya.com
كما يمكن التواصل لمزيد من الأسئلة والاستفسارات عبر :
البريد الإلكتروني : [email protected]رقم واتس اب : 00966508340869انستغرام : nada.abaya_
تيك توك : nada.abaya_سناب شات : nadaabayaفيسبوك : Nada Abaya
وفي النهاية أتمنى أن يكون المقال قد ألقى الضوء على الكثير من التفاصيل المحيطة بهذا الزي المميز والمحبوب والذي يثور حوله الكثير من الجدل والخلافات من نواحي ثقافية ودينية ووطنية متعلقة بالهوية، لأهميته ووقاره في النفوس جماله في العيون.
كتبه / إبراهيم سالم
رابط المقال
https://nada-abaya.com/%D9%85%D8%AF%...age-1237512479