الوقت يمر، ومازلنا نتساءل متى؟!، متى نعود إلى سابق عصرنا؟!، ولماذا وصلنا إلى ما نحن عليه؟!، يحضرنى الآن قول أمير الشعراء أحمد شوقى: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت… فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا هذا هو ملخص ما نحن فيه، ذهبت أخلاقنا، فذهبنا ويبدو أنه لا نية لنا أن نعود، فلا يخفى على أحد مدى الانحطاط الأخلاقى الذى وصلنا إليه، فإنك إن قررت أن تأخذ جولة فى شوارع المدينة، ستعود بحصيلة لغوية هى والقاذورات سواء، فطوال طريقك ستجد هذا يسب هذا بألفاظ يندى لها الجبين ومع ذلك تجد الآخر فى قمة سعادته وكأن صاحبه قد أطلق نكتة أو بالغ فى مدحه، وهذا يستمع إلى ضوضاء من الكلمات المسفة، وهذا يغنى كلمات لا ترقى إلى المسفه!، ولكن الأسوأ والشىء الذى لا يدعو إلى التفاؤل: أن شاشات التلفاز تصنع من مبتكرى الإسفاف نجومًا، وتظهر كيف أنهم لقوا من العناء والمشقة فى حياتهم قدرًا لا بأس به ومع ذلك لم يستسلموا بل تفوقوا على أنفسهم ووصلوا إلى درجة من الإسفاف لم يصل إليها أحد قبلهم فوصلوا إلى المجد!، والأمر الأكثر سوءًا إن أطفالنا قد اتخذوا من هؤلاء قدوة!، فمهما حاولت اأىسرة ترسيخ الأخلاق فى أبنائهم، خمس دقائق يقضيها الطفل فى مشاهدة التلفاز كفيلة أن تنسيه معنى الأخلاق من الأساس . ومن وجهة نظرى، إن انهيار المنظومة الأخلاقية ما هو إلا نتاج طبيعى لغياب الوعى الدينى، فيا سيدى القارئ اخبرنى أين ومتى تعلَّم أطفالنا دينهم وكتاب الدين فى المدرسة مهمش تهميشًا كبيرًا، والمسجد لا تلقى فيه الدروس الدينية فما أن انتهت الصلاة أغلق، وخطبة الجمعة أصبح الهم الأكبر لها مناقشة الخلافات بين المتشددين والوسطيين - فكيف نناقش الخلافات ونحن لانعلم الأساسيات؟!، والإعلام همه الأكبر كيف يربح أكثر؟ ! لذلك أناشد كل من يهمه أمر هذه البلد، كل من يهمه مستقبل هذا الوطن، كل من بيده الأمر فى هذه الدولة أن يبدأ فى اتخاذ كل السبل لنشر الوعى الدينى السليم، حتى تستقيم الأخلاق وتعود الأمة إلى سابق عهدها.