طرح الدكتور عبدالرحيم ريحان، خبير الآثار ومدير عام البحوث والدراسات الأثرية والنشر العلمي بسيناء ووجه بحري بوزارة الآثار، رؤية متكاملة لإحياء الطرق التاريخية الدينية والتجارية بسيناء، وهي طريق خروج بني إسرائيل، وطريق العرب الأنباط، وطريق الرحلة المقدسة للمسيحيين إلى القدس عبر سيناء، ويشمل طريق العائلة المقدسة، ودرب الحج المصري القديم عبر سيناء إلى مكة المكرمة، داعيًا المشاركين في المؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ للاستثمار السياحي بسيناء.
وأكد «ريحان» في تصريح له، الثلاثاء، أن هذه الطرق تشمل كل مقومات السياحة بسيناء من سياحة ثقافية متمثلة في الآثار والتراث الشعبي السينائي وسياحة سفاري من جبال بأنواعها وأشكالها المبهرة من منحوتات صنعتها الطبيعة ونباتات نادرة ونقوش صخرية أثرية لكل الحضارات التي تعاقبت على سيناء وسياحة علاجية من مياه كبريتية ونباتات طبية وشواطئ، حيث أن العديد من محطات هذه الطرق مناطق ساحلية.
واستعرض «ريحان» مقترحات إحياء طريق الخروج وطريق الرحلة المقدسة إلى القدس بتطوير منطقة عيون موسى، مشيرًا إلى مشروع مشترك بينه وبين أحد الأساتذة بمركز بحوث الصحراء لكشف كل العيون الإثنى عشر بأحدث الأجهزة العلمية بتكلفة مليون دولار خلال 12 شهرًا، واستغلال منطقة سانت كاترين كأهم المحطات بعمل مشروع صوت وضوء في الوادي المقدس يحكى قصة الخروج وما تمثله من قيمة لكل الأديان وإنشاء قاعة للمؤتمرات مجهزة لاستضافة مؤتمرات عالمية سياسية وثقافية بمنطقة سانت كاترين مستفيدين بقيمة الموقع وشهرته عالميًا.
وأشار إلى أهمية بناء إنشاءات سياحية جديدة في محطات هذا الطريق مستوحاة من العمارة البيزنطية خاصة وأن خامات البناء متوفرة بسيناء، إلى جانب منتجات خاصة مرتبطة بهذا الطريق لها أصول تاريخية وتمثل قيمة دينية لرواد هذا الطريق مثل «قنانى القديس مينا» على أن يرتبط هذا بإحياء برنامج رحلة متكامل من أوروبا إلى الإسكندرية عبر دير أبومينا أول مراحل الطريق، وتضم محطاته بسيناء عيون موسى ووادي فيران ودير سانت كاترين وعين حضرة وعدة أودية تحوى نقوشًا صخرية تركها المقدّسين المسيحيين تذكارًا للرحلة وبداية الرحلة مسجل تراث عالمى باليونسكو، وهو دير أبومينا ونهاية الرحلة بسيناء تمهيدًا للانطلاق إلى القدس هو دير سانت كاترين المسجل تراث عالمي.
وقدم رؤيته لإحياء درب الحج المصري القديم عبر سيناء إلى مكة المكرمة، والتي تشترك فيه مصر والأردن والسعودية، بإحياء النشاط التجاري القديم المرتبط بالطريق، وقد كانت محطات الطريق في نخل بوسط سيناء والعقبة أسواقًا عربية مشتركة تباع بها الأقمشة والمأكولات من الدول العربية المختلفة وإقامة مصانع للنسيج ومنتجات غذائية قائمة على منتجات سيناء وعمل نماذج للمحمل الشريف ومسابقات رياضات الهجن والرياضات العربية مع تطوير الشواهد الأثرية والعلامات الباقية حتى الآن على طول الطريق، مشيرًا إلى أن إحياء الطريق سيسهم في تعمير منطقة وسط سيناء قلب سيناء النابض.
وأكد أن حضارة العرب الأنباط تشترك فيها مصر والأردن، حيث عاصمة الأنباط البتراء والسعودية ويمكن استغلال شبكة الطرق الخاصة بالأنباط والتي تحوي بسيناء نقوشًا ومقابر أثرية قديمة وعيون طبيعية وآبار مياه ونباتات طبية نادرة وقرى بدوية في السياحة الثقافية والعلاجية والسفاري والتعايش مع المجتمعات البدوية على طبيعتها، كما يمكن الاستفادة من نظم الري عند الأنباط التي اعتمدت على مياه الأمطار وتخزينها في خزانات خاصة تستقبل مياه السيول وإتاحة الفرصة لتنظيم برامج سياحية مشتركة تتيح للسائح زيارة كل معالم هذا الطريق، وللأنباط آثار عديدة بسيناء ومنها ميناء الأنباط البحري بدهب ومركز ديني وتجاري بقصرويت بشمال سيناء ونقوش صخرية في معظم أودية سيناء .