البيت السليم الصحيح العافى المتعافى، هو الذى يُبنى على السكينة أى الاستقرار، فالزوجة هى قرة عين زوجها والعكس، وهى المودة أى الشعور المتبادل المتفاهم بينها وبين زوجها المبنى على الحب وإرضاء النفس على أن تكون العلاقة هى أساس من الرضا والسعادة، أيضاً التراحم أى الأخلاق العظيمة، هى منبع ونبع الرقة المتوفرة ودماثة الخلق وشرف السيرة بينهما. فالعلاقة بين الزوجة وزوجها ليست هى نزوة عابرة، ولكنها علاقة وصحبة ومصاحبة موثوقة دائمة وميثاق رفيع وغليظ وشركة وشراكة حياة لا تتحمل الهزل ولا العبث، فالبيوت تُبنى على الاستقرار والود المتأصل والتراحم. تجهاد الزوجة مع زوجها من أجل بناء أسرة فى المجتمع، وتسعى هى الأخرى فى العمل كى تساعد زوجها وتعينه على ظروف المعيشة، فلها الحق أيضاً أن تتعلم وتدرس وتعمل فى الأعمال التى تناسب أنوثتها، ولكن عملها الأول والأهم هو أن تكون ربة بيت وحاضنة لأسرتها جاهدة ومجتهدة فى حياتها لبناء أسرة مستقرة، وهذا كله يتطلب جهد وثروة من الأدب والعلم والأخلاق لا حصر لها. يقول الله تعالى (من عمل صالحاً من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة، ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون). والمرأة هى الحضانة والحاضنة لأجيال جديدة تربى وتعلم وتنصح وتهدى وتلملم شمل بيتها، وتقوم بمساعدة زوجها، فإذاً هى التى تنبت النبات الحسّن. ولا ننسى احترام الرجل لزوجته والعكس، قد ينبت ثمرة نضج مصحوبة بالذكورة، وعرفان المرأة لبيتها ووظيفتها الصحيح، فالمرأة إما أن تكون زوج حانية أم أماً مربية فاضلة، وكليهما يؤدى ويسلك الطريق والمصير الصحيح والنبيل، فوظيفة المرأة فى بيتها من أشرف الوظائف فى الوجود. ويحضرنى قول الأستاذ محمود عباس العقاد، حينما قال فى المرأة: إذا كانت المرأة الجميلة جوهرة، فالمرأة الفاضلة كنز. إذاً فالمرأة هنا هى أهل الثقة والفضل ، وهى دائماً عند حُسن الظن بزوجها وأولادها، وهى الأمن والأمان لبيتها. فنظرة الإسلام للمرأة قد وضعها فى صورة من أحسن الطراز الرفيع، وقمة من الثقافة والاستقامة الاجتماعية، فهى تنهض ببيتها، بل بمجتمعها وأمتها وتنتصر لكل هذا وذاك. فتجد فى المجتمع صور لزوجات تقوم بواجبها بأكمل وجه، فتجدها المدبرة، والعقل الناصح لزوجها وأولادها، فهى مهاد وثير لهذا الامتداد. ويقول أيضاً المتنبى فيها: ولو كان النساء كمن فقدنا، لفضلت النساء على الرجال! وهنا يقصد بالنساء اللواتى رحلت عن دنيانا أمثال نساء الإسلام رضى الله عنهم. فالمجتمع بناه صاحب رسالة وهو سيدنا محمد (صلى الله عليه وسلم)، هو وأصحابه الأخيار الأشراف، فلماذا لا نتدارسه ونتداوله ونتأسى به، ونحاول أن نضع المرأة فى مكانها الصحيح، كما وضعها فيها القرآن ورعاها رسولنا العظيم. فكل هذه الصور الجميلة للمرأة والمشرفة فى سجلها الحياتى. يجعلنى أن أقول أن البيت الذى تبنى قاعدته إمرأة صاحبة عقل ودين وتدين، فيكون بيتها بمثابة رفيع القدر، بل هو بيت أثمن الكنوز وأرفعها.