قديماً قال المتنبي :
ومن يك ذا فم مر مريض ... يجد مرا به الماء الزلالا
أنت مريض ترى الماء الزلال مراً علقما
أنت مريض ترى الحامض حلوا ترى الملح سكرا
أنت لا ترى العسل عسلاً فكيف أقنعك؟
هذا حال كثير ممن يقول أقنعني ...!
لا أصلي حتى تقنعني !
لا أترك الدخان حتى تقنعني !
لا ألبس الحجاب حتى تقنعني !
لا أترك سماع الأغاني حتى تقنعني !
أنت مريض فكيف أقنعك ؟
تَبَدل المعروف والمنكر لديك فكيف أقنعك ؟
وتبدلت القيم عندك وران على قلبك ما كسبته
وما أشربته وما زينه لك شياطين الإنس والجن

أنت لا ترى العسل عسلاً ! فكيف أقنعك ؟

فكيف أقنعك؟


نقي قلبك أولاً وداوي جسدك بالتوبة وأحي فطرتك التي فطرك الله عليها وجمل إنسانيتك بالقيم والمبادئ التي أكرمك الله بها حينها ستجد القناعة وتجد الراحة وتنعم بالسعادة دون فلسفات لا أول لها ولا آخر وقتها تستطيع التفرقة وتنعم بالقناعة وقد أرشدك ابن القيم رحمه الله إلى الميزان الجلي للتفرقة فقال :إن الفرق أمر ضروري للإنسان فمن لم يكن فرقه قرآنياً محمدياً فلا بد له من قانون يفرق به إما سياسة سائس فوقه أو ذوق منه أو من غيره أو رأى منه أو من غيره أو يفرق فرقا بهيميا حيوانيا بحسب مجرد شهوته وغرضه أين توجهت به فلا بد من التفريق بأحد هذه الوجوه فلينظر العبد من الحاكم عليه في الفرق وليزن به إيمانه قبل أن يوزن وليحاسب نفسه قبل أن يحاسب وليستبدل الذهب بالخزف والدر بالبعر والماء الزلال بالسراب الذي يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب قبل أن يسأل الرجعة إلى دار الصرف فيقال هيهات اليوم يوم الوفاء وما مضى فقد فات أُحصي المستخرج والمصروف وستعلم الآن ما معك من النقد الصحيح والزيوف . رزقني الله وإياك تقواه والثبات على دينه وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين